زمان العرْي الكامل !…

  عبد المجيد الإدريسي .

…زعيمٌ منْ وَهم ~ و أسدٌ منْ وَرَق ،وهي نظرة الغرب للمنطقة العربية! الصوَر الأسلوبية التي اعتمدتْ عليها الدبلوماسية الخليجية ، ما هي إلا زخرُف يتعلق بشكل الخطاب و ليستْ الصوَر البلاغية ؟ فإنَّ الصوَر مهيأة لاكتساب وظيفة حجاجية في مواقف الاختلاف و التوَتر( ميشيل مايير 1993م) . فرُبطتْ الصوَر بالعواطف و الأهواء ( الباطوس ) ؟ إذ لم يكن الخطاب معبراً و يقظاً و دينامياً ؟ .

350 * 350

فأينَ إذاً دولة الحقوق و المؤسسات ؟ تحريك دبلوماسية الإعلام و الداخلية على منهج الدولة ” العميقة ” التي منْ قراراتها تضعيف روح المواطنة و غياب العدالة الاجتماعية . ينظر إليها الشعب بنظرة الريبة ، لغياب العدالة الاجتماعية . هل اختلقتْ أزمة الخليج ؟ و في مصلحة منْ تصب ؟ هناك مجموعُ قوى مختلفة في المصالح حتى إنَّ الحاكمة بأمر الله مع دولة الإمارات و هي تسيطر على الموانئ اليمنية ، لتفكيك اليمن ، بحجة تهديد الأمن الإقليمي في المنطقة ، و تعريض أمن الملاحة في خطر بباب المندب . تسعى للسيطرة ، لكي تعزِّزَ وجودها في الجنوب ، و لاحتلالها المنطقة البحرية ، وهو احتلال ربما تتشظى به جغرافية اليمن ، أرض الغداء . إذا فرض عليها الأمر الواقع ، تصبح دولة الإمارات غازية . هو مشروع إماراتي سيطرتْ فيه على جزيرة “سوماطرة ” ،وهو استباقي للمشروع الإيراني لطائفة الشيعة في صنعاء. لعلها تراهنُ على صفقة مع إيران المحتلة لثلاثة جزر إماراتية ؟ لطالما افتقدتْ هذه الدول لمؤسسات حزبية . كان يستلزم قاعدة وفاق  للتيارات السياسية المنتخبة مع الأحزاب و التيار المدني . إنما الساحة خالية . وهل وضع العرَب  العرَبة قبل الحصان ؟ أم عوَّلوا على الأحصنة الفاشلة ؟ وما هو التوصيف الحقيقي ؟ مناورة أم مقامرة ؟ إنْ هي إلا حروب بالوكالة بين دول بائعي الأسلحة على الأرض العربية على حساب أرواحهم (العرب) . استغلال “إجرامي” يذِرُّ عليهم ثروات ببلايين الدولارات . أم يريدون تحويل الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها هذه الدوَل ، و إسرائيل باسم مصطلح الإرهاب وهو ” ميد إنْ إسرائيل ” . أم ربما نسبة الولادة المرتفعة عند العرب تهدِّدُ سكان الأرض بالمجاعة ، فيتحتم على صناع القرار ، وهم بعض من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ، تصفية ملايين بني يعرُب ، للحفاظ على التوازن الديمغرافي على وجه البسيطة ، مرَّة تحت ذريعة امتلاكهم أسلحة الدمار الشامل و مرات أخريات ، تحت فرية ” الإرهاب ” .                                          الدول “الكبرى” على غرار إسرائيل ، تسللتْ إلى البلاد العربية ، فحوَّلتها إلى مقابر جماعية ، بدءا بالعراق ( خرافة أسلة الدمار الشامل ). ثم اليمن و ليبيا و سوريا التي تحالفت إحدى الدوَل ” الكبرى ” مع بلاد الفرس عليها لتضع موطئ قدم على مقربة من الخليج لمنافسة غريمتها    ” العظمى” . كيْ تتوجه بلاد الخليج على بلاد ” الدبّ” لاقتناء الأسلحة ، بعدما استعرضتْ هذه الأخيرة عضلاتها المسلحة على مدنيي الشام  “الأسدي” .لتتوازن المشتريات بين الدولتين ” العظميين ” . إذ تفضل بلاد ” الدِّببة ” أنْ ترى فكرة جيوسياسية في الخليج كمنظومة مشتركة متوازنة بين صناع الأسلحة . و هي قلقة بشأن الموقف المعادي لإيران من ” العام سام ” ، وقد يخلق لها مشاكل بالنسبة للوضع السوري . و تتحوَّلُ إيران إلى عقبة بينهما . إنما ” العام سام ” و لأسباب المنحى اليميني لا يرى إلا المصلحة العليا لبلاده ، وبعدها الدْسونامي . ” الدبُّ الأبيض ” يتواجد في حرب مع أوكرانيا و بشبه جزيرة القرْم ، و سوريا و إطلالته على أزمة الخليج . وهو يسعى إلى علاقات استراتيجية في المنطقة ، حتى يتمكن من منافسة ” العام سام ” . وهو الحيادي بين الدوْحة و الرياض . و لا شك قد يستطيع حشر أنفه في الانتخابات الرئاسية  “للكاوْبويْ ” . و له آمال تعويض هذا الأخير في منطقة الخليج ، لعدم قدرته على ملْء الفراغ …كلهم قد قصفوا المدنيين في سوريا ، بإحداث جرائم ضدّ الإنسانية . تلك هي استرتيجية ” غرفة العمليات” منذ الخمسينيات من القرن الماضي ، حين كان دور الهند-الصينية و اليابان ، و نصيبهم من القتل و التهجير . ثم جاء دور المنطقة العربية في زماننا الحاضر لتنال هي أيضا حظها من التقتيل و التهجير . و كلها جرائم ضد الإنسانية . و لعل ” غرفة العمليات ” من جرّاء الاستفزازات ، تتجه صوْبَ منطقة كوريا الشمالية أم بلاد الفرس . حين تصبح المنطقة العربية ” رمادا ” !    إسرائيل و سيناريو ” اتهام ” النفس في بعض الأحيان أو تقديم الذات في صوَر سلبية لجلب ثقة ” غرفة العمليات ” و تعاطفها ، تمهيداً لتصديق خطابها الإجرامي ، و ذلك لشن حرب على إيران بالوكالة . و هذا العالم المتعدِّد الأقطاب عليه أنْ يتكيف مع ذلك !؟ …

و ليصحى العرب لمدِّ الجسور بينهم ، و التي يصل من خلالها الخطاب الحجاجي الذي له القدرة على إثارة القلوب و العقول ..إنْ هو إلا ارتباط بشخصية الخطيب نفسه …و لنا في قصيدة عمر الغريب هذا المعنى :     قل للخفافيش – التي تهوى الدِّما ~ ” وصل اليهود ” فصدقي هذا الخبر:  ” وصلتْ خفافيشٌ  تريدُ  دماءنا ~   لا  للغداء  فقط  لإمتاع  النظر ” ! و لنا أيها العرب الأسوة بمدينة “أوسلو” التي تظاهر سكانها دولياً مع غزة و التي أجهضتْ إسرائيل على قتل مائة و خمسين صحفياً ، استُهدفوا عمداً من قبل الجنود الصهاينة ، لكي يتمكنوا من القتل و المذبحة و إبادة الأطفال و النساء و الشعب بكامله بدون صوَر و بدون صوْت و بدون شهود على جرائمهم أمام كل شعوب العالم و أمام التاريخ . فالجندي القاتل المطلق للنار ، هو صهيوني بسلاح أمريكي و كاتم الصوْت الأوروبي . جل الوزراء الصهاينة يُصدقون و يؤيدون العقوبة الجماعية لسكان غزة ، بينما الآخرون يذهبون إلى القضاء التام على ملايين الفلسطينيين باستعمال السلاح النووي لإتمام مهامهم القذرة . ضابط إسرائيلي يعترف أنَّ الجوع و العطش كسلاح للحرب و إبادة فلسطينيي غزة . فقد أجدني قد تغيرتُ ما بين 7 أكتوبر 2023م ، وهذه الأيام لتعتلي ذاكرتي ، فما أعود أقوى على استجماع فكرتي و خاطرتي ساعة احتلال فلسطين إلى يوم الناس هذا ،من خلال كل يوم و كل ساعة ترتكب إسرائيل جرائم ضد الإنسانية في غزة بتواطؤ مع الغرب الذي تصهين و لا يجرؤ حتى أنْ ينتقد دويلة إسرائيل ، مع الإفلات من العقاب . فما بالك أنْ يدينها ؟..و من المُفارقة ، أنَّ الصحافة الإسرائيلية تدين علانية السياسة الإسرائيلية اتجاه الشعب الفلسطيني ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.