الرياضة في مرآة الواقع.. غياب المحاسبة بين المثالية والمصالح الشخصية

بقلم الأستاذ: رشيد بنعويش

على وقع المنافسات الرياضية، حيث يُفترض أن تكون الرياضة جسرًا نحو تحقيق الأحلام والتميز، نجد أن واقعًا مؤلمًا يخيم على هذه الميادين.

نتائج المنتخب الوطني للرماية بالنبال في البطولة العربية الرابعة عشرة في تونس، ليست مجرد إخفاقات رياضية، بل هي دلالات أعمق على أزمةٍ تعصف بالمنظومة الرياضية بأكملها.

الغياب اللافت للوزارة الوصية عن مساءلة المسؤولين عن تدهور هذه الرياضة ورياضات أخرى يطرح تساؤلات كبيرة حول الالتزام بالمبادئ الأساسية للحوكمة.

كيف يمكن أن يتطور القطاع الرياضي إذا ظلت الأطراف التي من المفترض أن تكون ضامنة للنزاهة والتطور غائبة عن مساءلة الأفراد والمؤسسات التي تعيق هذا التقدم؟

350 * 350

في ظل هذا الواقع، تنمو المصالح الشخصية لبعض المسؤولين الذين يستفيدون من هذه الفوضى لتحقيق أهدافهم الخاصة، فبغياب الرقابة والمحاسبة، يجد هؤلاء مساحة لتكريس مكاسبهم على حساب تطلعات الرياضيين وطموحات الوطن.

فهل أصبحت الرياضة وسيلة لتمكين مصالح خاصة بدلًا من كونها غاية نبيلة تُعلي راية البلاد؟

إن استمرار هذا الوضع يستلزم وقفة جادة لإعادة ترتيب الأولويات وبناء منظومة رياضية أكثر شفافية وعدالة، و يجب أن تُصبح الرياضة مساحة تُجسد فيها قيم النزاهة والتفاني، ويُعاد فيها توجيه البوصلة نحو تحقيق أحلام جماعية تعكس تطلعات بلدنا الحبيب.

الرياضة لم تعد مجرد نتائج على لوحة المنافسة، بل رسالة وأمل، وقوة تجمع الجميع تحت راية مشتركة من الشفافية والمساءلة والطموح.

فقط من خلال هذه المبادئ يمكننا كسر دائرة المصالح الفردية وتحقيق مستقبل رياضي مشرق يُلهم الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.