جهود غوغل لإنشاء مراكز البيانات ومنشٱت السحابة وربطها بأحدث الكابلات البحرية

خلال السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن البنية التحتية الرقمية (Data Centres، مراكز السحابة، الكابلات البحرية وتحت الأرض) تمثّل عاملاً أساسيًا في تمكين التحوّل الرقمي في إفريقيا. الشركات العالمية الكبرى مثل Google تسعى للاستثمار بكثافة في هذا المجال، لفتح أسواق جديدة، خفض زمن الاستجابة (latency)، وتحسين الاستقرار، وكذلك تلبية متطلبات الحوكمة المحلية للبيانات. من بين المشاريع البارزة: كابل Equiano، كابل Umoja، والمنطقة السحابية الجديدة في جوهانسبرغ، وغيرها.

ما الذي تعرفه Google حاليًا في إفريقيا

1. أول منطقة سحابية (Cloud Region) في إفريقيا: جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا

أعلنت Google أن منطقة السحابة (Cloud Region) الأولى لها في إفريقيا أصبحت قيد التشغيل في جوهانسبرغ.

الهدف منها هو تمكين الشركات والمؤسسات من نشر الموارد السحابية (الحوسبة، التخزين، تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي…) بشكل أسرع وبزمن تأخر منخفض، مما يقلل الاعتماد على الخوادم البعيدة خارج القارة.

Google تعهدت باستثمار قدره 1 مليار دولار لتعزيز التحول الرقمي في إفريقيا.

2. كابلات بحرية / مشاريع الربط البحري والبري

Equiano: وهو كابل بحري أملته Google يربط أوروبا (البرتغال) مع ساحل غرب إفريقيا (من توغو، نيجيريا، ناميبيا، جنوب أفريقيا، وجزر مثل سانت هيلينا). بالكابل هذا يتم نقل بيانات عابرة كبيرة.

Umoja: كابل جديد هو أول كابل بحري مباشر من إفريقيا إلى أستراليا أعلنت عنه Google. يبدأ من كينيا، ويمر عبر عدة دول أرضية (كينيا → أوغندا → رواندا → الكونغو الديمقراطية → زامبيا → زيمبابوي → جنوب أفريقيا) ثم يعبر المحيط الهندي إلى أستراليا.

الجزء الأرضي من Umoja تم إنجازه بالفعل من خلال شراكة مع شركة Liquid Intelligent Technologies.

3. Dedicated Cloud Interconnect Sites

بجانب بناء المنطقة السحابية في جنوب أفريقيا، Google تعمّل على بناء مواقع Dedicated Cloud Interconnect في عدة مدن رئيسية في إفريقيا، منها نيروبي، لاغوس، كيب تاون، و جوهانسبرغ.

هذه المواقع تسمح للشركات والمؤسسات بالاتصال الشبكي المباشر بشبكة Google، مما يُحسّن الأداء والأمان مقارنة بالاعتماد على الإنترنت العام.

´- ربط مراكز البيانات/السحابة بمنشآت الربط البحري/البري أمر أساسي، ويمكن ملاحظة الآتي:

منطقة جوهانسبرغ السحابية مرتبطة بشبكة Google العالمية التي تستفيد من كابل Equiano لتوفير الربط البحري مع غرب أوروبا وساحل غرب أفريقيا.

350 * 350

كذلك مشروع Umoja سيعزز الربط بين شرق القارة وأستراليا، ما يزيد من التنوع والاعتماد على مسارات بديلة في حال حدوث انقطاع في كابل آخر. هذا يساعد في تحسين استمرارية الخدمة والاعتمادية.

  • التحديات التي تواجه مثل هذه المشاريع

1. الزمن والتكلفة: بناء كابل بحري كبير مثل Umoja يتطلب سنوات حتى يكتمل، خصوصًا الجزء البحري الذي يتطلب تراخيص، أعمال حفر في البحر، وربط المحطات البحرية.

2. الترخيص والتنظيم: تمرير الكابل عبر عدة دول برية يعني التعامل مع قوانين مختلفة، تراخيص التنقيب، الحقوق على الأرض، الأثر البيئي، الأمان، والتعويضات.

3. البنية التحتية المحلية: حتى لو وُجد كابل بحري عالي السرعة، يجب أن تكون هناك شبكة أرضية جيدة (fiber optic terrestrial) لربط الدول والمناطق الداخلية.

4. الأمان ضد الأضرار: الأضرار التي تُصيب الكابلات البحرية أو الكابلات الأرضية (قطْع، تخريب، anchor dragging للشبكات البحرية…) تظهر الأهمية القصوى لوجود مسارات متعددة وتكرار (redundancy).

5. الطاقة والاستدامة: مراكز البيانات تحتاج طاقة مستمرة وكبيرة. في بعض الدول الإفريقية، الوصول إلى كهرباء مستقرة أو طاقة متجددة هو تحدٍّ.

6. الأطر القانونية ومحلية البيانات: بعض الدول تشترط أن البيانات تُخزن وتعالج ضمن حدود الدولة، مما يزيد من أهمية وجود مراكز بيانات محليّة.

الفوائد المتوقعة لهذه الاستثمارات

انخفاض زمن الاستجابة (Latency) للمستخدمين المحليين عند استخدام خدمات سحابية (خدمات إنترنت، تطبيقات، تحليل بيانات، AI) تكون أقرب.

تحسين الاستقرار والموثوقية:

وجود مسارات بديلة (كابلات متعددة، ربط ترا▪ري) يقلل من التأثر بالأعطال المفاجئة.

تنمية الاقتصاد الرقمي: تسهيل نمو الشركات التقنية المحلية، زيادة فرص العمل، الابتكار.

الأمن السيبراني وحوكمة البيانات: قدرة الدول على مراقبة ومعالجة بيانات المواطنين ضمن حدودها، الامتثال للقوانين المحلية.

جذب استثمارات أجنبية: بنية تحتية قوية تعتبر عامل جذب للشركات العالمية التي تحتاج لتخزين بياناتها أو تشغيل خدماتها في إفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.