سماء الدار البيضاء تشتعل بالأحمر… ألتراس وينرز يحتفلون بعشرين عاما من الشغف والوفاء
شهدت سماء الدار البيضاء ليلة استثنائية تحوّلت فيها المدينة إلى لوحة نارية مبهرة، بعدما أضاءت ألتراس “وينرز”، المساندة لفريق الوداد الرياضي، الأجواء الحمراء احتفالًا بالذكرى العشرين لتأسيسها. مشهد أسطوري جمع بين الشغف، الانتماء، والوفاء، ليؤكد مرة أخرى المكانة الرمزية لهذا الفصيل في الذاكرة الجماهيرية المغربية.
انطلقت الاحتفالات من مختلف أحياء العاصمة الاقتصادية، حيث تجمّع المئات من المناصرين حاملين الشعلات والأعلام الحمراء، مردّدين الأهازيج التي طبعت تاريخ “الوينرز” لعقدين من الزمن. ومع حلول الليل، اشتعلت السماء بالألوان والدخان الأحمر في مشهدٍ حبس الأنفاس وأثار إعجاب المتابعين داخل المغرب وخارجه.
ورغم الطابع الاحتفالي، حملت المناسبة رسائل رمزية عميقة؛ أبرزها الوفاء للنادي والالتزام بمبادئ الدعم النزيه، إلى جانب التأكيد على أن العلاقة بين “الوينرز” والوداد تتجاوز حدود المدرجات، لتتحول إلى هوية ثقافية وجماعية تمثل شريحة واسعة من الشباب المغربي.

محللون رياضيون اعتبروا أن هذا الاحتفال يرسّخ صورة “الوينرز” كأحد أقوى الفصائل التشجيعية في إفريقيا والعالم العربي، بفضل تنظيمها المحكم وقدرتها على الإبداع في المدرجات، فضلاً عن مساهمتها في الدفاع عن قيم الانتماء والروح الرياضية.
وبين الشعلات والهتافات، بدا واضحًا أن “الوينرز” لا يحتفلون فقط بتاريخهم، بل يجددون عهدهم مع الوداد ومع الجماهير، ليظل اللون الأحمر رمزًا للغضب، والعزّة، والحب الأبدي للنادي.
وفي ختام تلك الليلة الحمراء، لم تكن الشعلات مجرد نارٍ تلامس السماء، بل قلوبًا تضيء حبًّا ووفاءً. فكل هتافٍ ارتفع كان وعدًا جديدًا بالاستمرار، وكل ومضة ضوء كانت ذكرى من مجدٍ لا يبهت. عشرون عامًا مرّت، لكن روح “الوينرز” ما زالت فتية، تنبض بالعشق ذاته الذي وُلد في المدرجات الأولى. وبين دخان الفرح وأصوات الجماهير، كانت الدار البيضاء تتنفس ودادًا… حمراء كما كانت دائمًا، مدينة لا تنام على صمت، بل على أنغام الشغف الأبدي.