يُظهر التوجه المهني للجالية المغربية في إسبانيا تقدماً لافتاً، إذ يحتلون اليوم المرتبة الأولى بين الأجانب المُسجَّلين في نظام الضمان الاجتماعي الإسباني، مما يعكس مدى اندماجهم في سوق العمل الإسباني ودورهم المحوري في دعم البنية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
- معطيات رقمية حديثة
بحلول نهاية فبراير 2025، بلغ عدد العمال المغاربة المسجَّلين لدى الضمان الاجتماعي الإسباني 350,433 شخصاً، الأمر الذي يجعلهم أكبر مجموعة من الأجانب المساهمة في الضمان الاجتماعي.
عدد الأجانب المساهمين الإجمالي في الضمان الاجتماعي الإسباني وصل إلى 2,874,398 عاملًا في نفس الفترة.
من بين هؤلاء الأجانب، يشكل المقيمون من دول غير عضوة في الاتحاد الأوروبي نسبة حوالي 68.8٪ (1,975,868 شخصًا)، بينما يشكل من الأجانب من دول الاتحاد الأوروبي حوالي 31.2٪ (898,529 شخصًا).
عام 2024 شهد رقماً قياسياً في الالتحاق الأجنبي بالضمان الاجتماعي الإسباني، حيث ضُمَّ 212,042 من الأجانب كمتعاونين جدد، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 7.9٪ مقارنة بعام 2023.
في ديسمبر 2024، بلغ عدد المغاربة المنخرطين في الضمان الاجتماعي الإسباني 342,318، بحسب وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية.
- تحليل ودلالة

مركز اقتصادي مهم: وجود أكثر من 350 ألف مغربي في الضمان الاجتماعي يدل على دور بارز للجالية المغربية في الاقتصاد الإسباني، خاصة في قطاعات مثل البناء، الفلاحة، والخدمات، لكن أيضًا في الأعمال الأُخرى التي تتطلب مهارات متزايدة.
استقرار اجتماعي: التسجيل في الضمان الاجتماعي يعني أن هؤلاء العمال لديهم حقوق اجتماعية (تأمين صحي، إصابات العمل، التقاعد المحتمل) ما يعزز من استقرارهم المهني والاقتصادي.
زيادة الأهمية الديموغرافية: مع نمو عدد الأجانب غير الأوروبيين في الضمان الاجتماعي، يبدو أن الجالية المغربية تُسهم كثيراً في ملء حاجات سوق العمل الإسباني، وقد تكون جزءاً من استراتيجية نقل العمالة وتطوير القوى العاملة.
تأثير إيجابي مزدوج: بالنسبة لإسبانيا، فهذا يعني قوة عاملة نشطة تساهم في النظام الضريبي والاجتماعي. أما بالنسبة للمغرب، فاستقرار المغاربة في الخارج يمكن أن يعود بفوائد من خلال التحويلات المالية ونقل الخبرات.
- تحديات ممكنة
بالرغم من الأرقام الكبيرة، قد توجد تفاوتات في نوعية العمل: بعض المغاربة قد يشتغلون في وظائف موسمية أو منخفضة الأجر، ما قد يؤثر على مدى استفادتهم من الضمان الاجتماعي على المدى البعيد.
سياسات الهجرة والاندماج: استمرار هذا التوجه يعتمد على سياسات الهجرة في إسبانيا، وكذلك على برامج التكوين المهني للمهاجرين لضمان ترقية مهنية وتحسين ظروف العمل.
التنافس مع جاليات أخرى: بينما تبرز الجالية المغربية، هناك أيضاً أجناس أخرى كبيرة من المهاجرين (رومانيون، كولومبيون، وغيرهم) تشارك في سوق العمل الإسباني، ما قد يدفع إلى تغيير أولويات السياسات في المستقبل.