جماعة تطوان .. ازدواجية المعايير في التعامل مع الإعلام المحلي

في خطوة أثارت استياء الأوساط الإعلامية المحلية، استقبل رئيس جماعة تطوان وفدًا سنغاليًا في إطار تعزيز التعاون في مجال التغيرات المناخية، لكن المفاجأة الكبرى تمثلت في الإقصاء شبه التام لبعض المواقع الإعلامية المحلية وعدم توجيه الدعوة لها.

في زمن تدبير حزب التجمع لجماعة تطوان، لا ينبغي على الإعلام أن يكون محايدا أو منتقدا، فالتطبيل والتصفيق لسياساته حتى وإن كانت فاشلة في مجال معين هو المحدد والمعيار الأساسي للرضى على الصحفيين والمواقع الإخبارية، ومدى حضورهم في لقاءات وأنشطة الجماعة.

350 * 350

ليس من حق الاعلام المستقل عن سياسات حزب التجمع بتطوان أن يحدد متى سيغطي حدثا ما، وأن يغيب إذا كان الحدث لا قيمة له بالنسبة للموقع من الناحية الإخبارية والإشعاعية وتفاعل الرأي العام. فإما أن تكون في صف رئيس الجماعة وسياساته وتحضر وتغطي كل لقاءاته الرسمية أو سيتم تجاهل حتى توجيه الدعوة للموقع مادام أنه لا يدخل ضمن الدائرة المحظوظة والمقربة من الرئيس. هذه الازدواجية في التعامل تؤكد أن هناك عقلية لا تزال تنظر إلى الإعلام المحلي كمجرد وسيلة دعاية وتطبيل في كل الأوقات، وليس كسلطة رابعة تمارس دورها في نقل الحقيقة والمساءلة.

قد يحاول البعض تبرير هذا الإقصاء بأنه مجرد “خطأ بروتوكولي”، لكن من المؤكد أن هناك نية مسبقة في تصنيف الإعلام المحلي إلى موال ومعارض، وهذا الصحفي المعارض يجد نفسه أمام أحكام قيمة مسبقة على كونه محرض من جهة ما، أو يمارس عمليات ضغط وتبخيس منجزات رئيس الجماعة في تدبير الشأن العام، أو هكذا يتم إيهامه وإيصاله رسائل مغلوطة ومغشوشة من حاشية تريد الاستفراد بقرب الرئيس.

إن احترام الإعلام المحلي ليس ترفًا، بل ضرورة تفرضها قواعد الشفافية والحكامة الجيدة، وتجاهل الصحافة المحلية لن يؤدي إلا إلى مزيد من القطيعة بين المواطن ومؤسساته المنتخبة، وسيفتح الباب أمام الشائعات والتأويلات التي قد تكون أكثر ضررًا من نشر الحقيقة، مهما كانت محرجة للبعض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.