ارتفاع حالات سرطان الزائدة الدودية بين الشباب يثير حيرة الخبراء

في تطور طبي مثير للقلق، رصدت دراسات حديثة ارتفاعاً ملحوظاً في حالات سرطان الزائدة الدودية لدى فئة الشباب، وهي ظاهرة غير معتادة بالنظر إلى أن هذا النوع من السرطان كان يُعتبر نادراً جداً خلال العقود الماضية.

الأطباء والباحثون ما زالوا في حيرة من أمرهم أمام هذا الارتفاع غير المبرر، إذ لم تُحسم بعد الأسباب الدقيقة التي تقف وراء تزايد الإصابات، خصوصاً في أوساط من هم دون سن الأربعين. بعض الفرضيات العلمية تربط ذلك بعوامل بيئية وغذائية، وأخرى تذهب إلى احتمالية وجود دور للعوامل الجينية أو التغيرات في نمط الحياة.

يُعرف سرطان الزائدة الدودية بندرته مقارنة مع سرطانات الجهاز الهضمي الأخرى، غير أن ازدياد الحالات المسجلة في مراكز صحية عالمية جعل الخبراء يدقون ناقوس الخطر. ويرى مختصون أن صعوبة تشخيص المرض تمثل تحدياً إضافياً، إذ غالباً ما يتم اكتشافه صدفة أثناء عمليات استئصال الزائدة بسبب التهاب حاد.

الدكتور سامي العلوي، أخصائي في أمراض الجهاز الهضمي، أوضح قائلاً: “ما يثير قلقنا هو أن هذا النوع من السرطان أصبح يظهر لدى شباب في العشرينات والثلاثينات من العمر، وهو أمر لم نكن نلاحظه قبل سنوات قليلة.”

 

فيما أضافت الدكتورة ليلى بنحمد، أستاذة علم الأورام، أن “المرض غالباً ما يُكتشف في مراحل متقدمة بسبب غياب أعراض محددة، ما يقلل من فرص التدخل العلاجي المبكر.”

 

في هذا السياق، شدد أطباء على أهمية تعزيز الفحوصات المبكرة واعتماد بروتوكولات دقيقة لتشخيص الحالات المشتبه فيها، لاسيما عند الشباب الذين يعانون أعراضاً غير معتادة أو متكررة في منطقة البطن. كما أوصوا بزيادة الاستثمارات في الأبحاث الطبية لفهم العوامل المحفزة وراء هذا الارتفاع.

من جانبه، يرى الدكتور يونس العابد، باحث في علم الأوبئة، أن “التحقيق في أنماط التغذية والتعرض للمواد الكيماوية والملوثات قد يفتح آفاقاً لفهم أعمق لسبب هذا الارتفاع.”

350 * 350
  • نصائح وقائية للشباب

رغم غياب أسباب مؤكدة وراء ارتفاع حالات سرطان الزائدة الدودية، يقدم الأطباء مجموعة من التوصيات الوقائية التي قد تساعد في الحد من المخاطر الصحية بشكل عام، أبرزها:

اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والألياف الطبيعية.

ممارسة النشاط البدني بانتظام للحد من السمنة ومشاكل الأيض.

الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية الغنية بالسكريات.

إجراء فحوصات طبية دورية خاصة عند تكرار آلام البطن أو اضطرابات الهضم.

طلب الاستشارة الطبية الفورية عند ظهور أعراض غير معتادة أو مستمرة.

وفي انتظار كشف الأبحاث العلمية عن الأسباب الدقيقة، تبقى الوقاية والوعي الصحي المبكران السلاح الأبرز لمواجهة هذا التحدي الجديد.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.